الاثنين، 22 أغسطس 2011

اعلان ولاء


فلنعلن الولاء لبلدنا
ولنزرع العلم في قلوبنا
حتي يرتوي بدمائنا
ويرفرف علي إيقاع انفاسنا
فلنبزل لمصر ارواحنا
فلنغير لاجل الوطن طباعنا
وليملأ الإيمان صدورنا
ونعلي بالجد وطننا
فلنمسك الفأس ونصلح أرضنا
ونملك به كلماتنا
فنبني المصانع كغيرنا
ونكفي الشرق من وارداتنا
فلنلم شمل أخواننا
ولنكن الوحدة شعارنا
والعمل لواؤنا
والحب غطاؤنا
والتعاون رباطنا
هذا من اليوم قسمنا
فلنقل معا اللهم تقبل أعمالنا

الأحد، 21 أغسطس 2011

الفكاك الأمريكي من جحيم طالبان


ومع ذلك، كشفت تعليقات مسئولي الإدارة الأمريكية في واشنطن ومسئولي حلف الناتو في بروكسل، أن الولايات المتحدة تعمل جاهدة، بصورة أوسع من تلك التي كشفها المسئولون مسبقا، على تشجيع التوصل مع قادة الحركة إلى اتفاق سلام يضمن انسحاب أمريكي "مُشرف" وآمن من أفغانستان، مما يعكس تنامى شعور الإدارة الأمريكية بالتشاؤم حيال تحقيق المزيد من قوات الاحتلال الأمريكية لمكاسب حاسمة ضد حركة طالبان.

-------------------------

بات حضور "طالبان" قويًا على الساحة الأفغانية بعد مقتل الرجل الأول في تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وبعد تسريبات الـCIA عن نية الرئيس الأمريكي حزم حقائبه وإنهاء "حماقة" عسكرية زرعها الرئيس بوش ولم يحصد منها أوباما سوى الخسائر، ولم يعد سرًا أن تمكنت الحركة ومنذ سنوات من فرض هيمنتها في العديد من المناطق، كنتيجة لنشاطها المتزايد واتساع رقعة عملياتها ضد قوات الاحتلال بقيادة الولايات المتحدة، والتي أوقعت في صفوفها خسائر غير مسبوقة خلال الأعوام الخمسة الماضية، تعد هي الأعلى منذ حماقة واشنطن العسكرية وانسحابها المخزي من مستنقع فيتنام أواخر القرن الماضي.

ولم يكن الجهاد ضد الولايات المتحدة الأمريكية على أجندة حركة طالبان، ولكن وكما يقول المثل "تأتي الرياح بما لا يشتهي السفن" مثل يوم الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 يوما فاصلا في تاريخ الحركة، عقب انفجارات تحوم حول مدبريها الشكوك شهدتها مدينة نيويورك وواشنطن أدت إلى مقتل ما يزيد عن ستة آلاف شخص، وعلى الفور اتهمت واشنطن تنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن، واعتبرت واشنطن الحركة هدفا أوليا لانتقامها بعد أن رفضت حكومة طالبان الغطرسة الأمريكية وامتنعت عن تسليم بن لادن لعدم تقديم الأدلة التي تثبت تورطه، عندها بدأت الآلة العسكرية الأمريكية وحلفائها بعملية عسكرية واسعة ظاهرها الثأر والانتقام لأرواح الضحايا، وباطنها محاولة السيطرة على منطقة جغرافية غاية في الأهمية العسكرية والاقتصادية.

والسؤال الذى بات أكثر إلحاحاً بعد مرور هذه السنوات من الحرب، ويتردد تداوله على طاولة قادة جيوش الدول التي تحالفت مع الولايات المتحدة هو: "من هم طالبان؟ وما هي العوامل التي ساعدتهم في مواجهة تلك الدول مجتمعة؟ وكيف نشأت قوتهم وكيف تطورت؟ وكيف أمكنهم هزيمة أعظم جيوش على كوكب الأرض وبسط نفوذهم على معظم الأراضي الأفغانية؟ وما طبيعة علاقاتهم بدول الجوار مثل باكستان وإيران وروسيا؟.. هذه الأسئلة وغيرها نحاول إلقاء الضوء عليها في هذا التقرير.

من مقاومة الفساد إلى مواجهة الأمريكان:

تشير العديد من التقارير إلى أن نشأة الحركة الإسلامية لطلبة المدارس الدينية المعروفة اختصاراً باسم طالبان - جمع كلمة طالب في لغة البشتو- في ولاية قندهار الواقعة جنوب غرب أفغانستان على الحدود مع باكستان عام 1994، على يد الملا محمد عمر مجاهد، الذى نفت طالبان أنباء تحدثت عن مقتله منذ أيام قليلة، وقد رغب الملا عمر في القضاء على مظاهر الفساد الأخلاقي وإعادة أجواء الأمن والاستقرار إلى أفغانستان، وساعده على ذلك طلبة المدارس الدينية الذين بايعوه أميرا لهم عام 1994.

ويؤكد زعيم شبكة "حقاني" التابعة لحركة "طالبان" على الهدف الذى من أجله انطلقت "طالبان" وترحيب السكان ببسط هيمنتها على العديد من المناطق، وفيما يعترف بارتكاب بعض الأخطاء الحركية، لكنه قال إن "فوائد طالبان تطغى على الأذى الذي نلحقه بالناس. ففي منطقتنا كان هناك لصوص وقطاع طرق، وكانت الفوضى عارمة. يحتاج الناس إلى من يراقب ويحكم ويعاقب. يحتاجوننا لبسط النظام"، وينتمي معظم أفراد حركة طالبان إلى القومية البشتونية التي يتركز معظم أبنائها في شرق وجنوب البلاد ويمثلون حوالي 38% من تعداد الأفغان البالغ قرابة 27 مليون نسمة.

ويشرح الزعيم الطالباني أن الحركة هي إسلامية سنية صرفة تعتمد مذهب الإمام أبي حنيفة الأكثر انتشارا في العالم الإسلامي، وربما لا يعلم الكثيرون أن الامام أبو حنيفة هو من أعلام الأفغان تعود أصوله إلى العاصمة كابل، والتي كانت آنذاك حاضرة من حواضر العلم، تموج بحلقات الفقه والحديث والقراءات واللغة والعلوم، وتمتلئ مساجدها بشيوخ العلم وأئمته، ولذلك تعتبر الحركة أن الحكم الشرعي في مذهبها حكما واحدا لا يحتمل الأخذ والرد حوله، ومن ثم يصبح تنفيذ الأحكام الشرعية لدى طالبان حتى وإن كانت هناك مذاهب أو آراء أخرى تخالفها واجبا دينيا ولا مفر من تنفيذه.

والخطأ الاستراتيجي الفادح الذى سقط فيه الاتحاد السوفيتي حين اجتاح الأراضي الأفغانية وتجاهلته التقارير المخابراتية الأمريكية هو عدم تقدير ودراسة شخصية المقاتل الأفغاني، حيث يتميز الأخير بعدة صفات نفسية أهمها العناد والصلابة وتحمل المشاق، وهي نفس السمات الشخصية التي انتقلت من المجاهدين الأفغان عموماً إلي المقاتلين في صفوف طالبان في ولاية قندهار التي نشأت حركتهم بها على وجه الخصوص.

وفي هذا الصدد يقول عبد السلام ضعيف، سفير "طالبان" السابق لدى باكستان: "أتى الأمريكيون إلى هنا وجلسوا هنا- في إشارة إلى الكنبة الجالس عليها- قالوا إنهم بحاجة للحديث مع طالبان لكنهم عاجزون عن الوصول إليهم. قلت لهم اذهبوا وابحثوا عنهم، إنهم في كل مكان. لطالبان حكام ظل ووزارات، لم لا تذهبون وتتحدثون إليهم؟".

وتأكيداً على هذا الخطأ الذى انغرست فيه أقدام الأمريكان وحلفاؤهم يقول ضعيف: "قلت للأمريكيين عليكم أن تحترموا عدوكم. لا يمكنكم التفاوض مع "طالبان" من موقع قوة. فلماذا ستقبل طالبان بالجلوس معكم؟ إذا أردتم التحادث، عليكم معاملتهم على أنكم سواسية"، ويتهم ضعيف الذي احتجز في جوانتانامو لعدة سنوات الأمريكيين بالغرور، معلنًا أنهم "لا ينتمون إلى هنا. إنهم غرباء. خارجيون".

طالبان ليست كل أفغانستان:

 بعد أن بسطت الحركة سيطرتها على عدد من الولايات ولقيت قبولا مبدئيا لدى قطاعات عريضة من الشعب الأفغاني الذي أنهكته الحرب الأهلية، طورت الحركة من أهدافها ليصبح هدفها هو إقامة حكومة إسلامية كما صرح بذلك الملا محمد عمر في كلمته التي ألقاها أمام العلماء في قندهار يوم 4/4/1996.

لكن من الخطأ اعتبار أن كل فرد أفغاني يحمل هوية طالبان وإن كانت الحركة تحظى باحترام الكثير، يشير إلى ذلك القائد في "طالبان" مولانا حليمي الذي تسيطر قواته على مدينة غزني شرقي أفغانستان فيقول "من الخطأ اعتبار كل المقاتلين طالبانيين. فالطالبانيون هم تلاميذ مدرسة وأنا ملا. غالبية المقاتلين تحت أمرتي هم من الفلاحين والمزارعين والتلاميذ الذين ينحدرون من مدارس حكومية"، ويشدد على أنهم "يقصدون باكستان في الشتاء لتلقي تدريبات دينية، لكنهم ليسوا طالبانيين".

ويشرح الوضع الذى آلت إليه الأمور ميدانيا بعد التأييد والدعم الكبير الذي اكتسبته الحركة خلال مواجهتها الاحتلال الأمريكي بالقول: "لقد اختلف الوضع. كنت أخشى الحكومة أينما أذهب. الآن نتنقل أينما كان، حاملين السلاح. لقد كنا قبل سنتين لا نريد سوى الدفاع عن مناطقنا. أما الآن، فنسيطر عليها ونذهب الى الطريق الرئيسي لشن الهجمات".

وفي خوست جنوب شرقي أفغانستان، يؤكد زعيم شبكة "حقاني" التابعة لحركة "طالبان" على كلام مولانا حليمي بالقول: "زادت المقاومة قوة. فقبل سنوات لم تكن طالبان تتحرك سوى ليلاً"، ويضيف مسروراً: "ها وقد تحررت أرضنا والحمد لله، نسير في وضح النهار ونحارب في وجه الناس. نسيطر على أرضنا وقرانا فيما لا يمكن الأمريكيون الحضور سوى في الجو".

وقد تمكنت الحركة في مدة زمنية يسيرة من إعادة الأمن والاستقرار إلى معظم المناطق الخاضعة لحكومتها، وتوحيد الأراضي الأفغانية، والقضاء على الفساد الإداري والمحسوبية، ومقاومة الفساد الخلقي، وجمع الأسلحة، والقضاء على طبقة أثرياء الحرب، والأهم من ذلك إنشاء المحاكم وإيجاد نظام إداري في الولايات.

فتش عن الجهاد:

في مدة زمنية وجيزة نسبياً حققت قوات طالبان مكاسب عسكرية سريعة على الأرض، بل واستطاعت بإمكانياتها القليلة أن تهزم القيادات العسكرية ذات الخبرة الواسعة بفنون القتال أثناء الحرب الأفغانية السوفيتية، والسبب في ذلك يرجع إلى قوة الدافع الديني المحرك لهؤلاء الطلاب والذين أفتى لهم علماؤهم بأن ما يقومون به هو جهاد في سبيل الله، وبسبب التعاطف الشعبي الذي لاقوه رغبة في التخلص من الاضطرابات الأمنية وحالة الفوضى التي كانت تعيشها أفغانستان.

الغريب أنه ليس لحركة طالبان مثل باقي التنظيمات التى تكتظ بها الساحة الأفغانية لائحة داخلية تنظم شؤونها، ولا يوجد لديها نظام للعضوية ومع ذلك فهي حركة متماسكة من الداخل، ويرجع ذلك إلى الخلفية الفكرية الموحدة لعناصرها إذ إن معظمهم تخرج في مدارس دينية واحدة، كما أنهم - وهذا هو الأهم - مخلصون لفكرتهم ومقتنعون بها ويعتبرون العمل من أجلها جهادا في سبيل الله.

ويتمتع أمير الحركة بنوع من السيطرة الروحية على الأفراد الذين يعتبرون مخالفته معصية شرعية، وكان لعدم وجود شخصيات محورية ذات نفوذ قوي في الحركة أثر في استقرارها الداخلي، وتظهر براعة الحركة في القيام بعقوبات فورية للمخالفين وتغيير مستمر في المناصب حتى لا تتشكل جيوب داخلية أو مراكز قوى، كما أنهم ولأسباب أمنية لا يقبلون أفراد الأحزاب الأفغانية الأخرى وبالأخص في المناصب الكبيرة ومراكز اتخاذ القرار.

وترفض طالبان استيراد ما أنتجه الغرب من نظم دستورية وقانونية وسياسية، نظير ذلك أنها رفضت استعمال لفظ الديمقراطية لأن الديمقراطية بالمعنى الغربي تمنح حق التشريع للشعب وليس لله وهذا ينافي تعاليم الإسلام، ولا ترى الحركة أهمية لوضع دستور أو لائحة لتنظيم شؤون الدولة وترى أن القرآن والسنة هما دستور الدولة الوحيدين.

وتعتبر الحركة منصب "أمير المؤمنين" في قمة الهرم الوظيفي في الدولة، وهو بمثابة الخليفة ينتخبه أهل الحل والعقد، ولا توجد مدة محددة لتولى منصب أمير المؤمنين، ويتم عزله فقط في حالة العجز أو الموت أو إذا أتي ما يخالف الدين.

كما تؤمن الحركة بمبدأ الشورى وتطبقه في الإطار المُعلم فقط وليس الملزم، وتهتم الحركة اهتماما كبيرا بالمظهر الإسلامي كما تتصوره، فتأمر الرجال بإطلاق اللحى ولبس العمامة وتمنع إطالة الشعر، كما أنها تحرص على تطهير البلاد من المحرمات التى نهى عنها الإسلام مثل الموسيقى والغناء والصور، ونظرا للوضع الأمني الغير مستقر تمنع الحركة عمل المرأة خارج بيتها بغير ضرورة وتضع نظام مساعدات بسيط يرعى المسنين والأرامل والأسر الفقيرة، ويشرف على تنفيذ ذلك هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

    وللحيلولة دون سقوط أفغانستان في دوامة الدم التي اندلعت عقب انسحاب السوفيت لا تسمح الحركة بتشكيل أحزاب سياسية تقوم على أسس عرقية وقبلية ولغوية، ولا تقبل الأحزاب التى كانت موجودة بالفعل، ويقول زعيم الحركة في ذلك إنه رفضها لأنها "نوع من العصبيات الجاهلية الأمر الذي تسبب في مشاكل وعداء وفرقة بين الناس".

من حث أمريكا على ضرب طالبان:

بثت إذاعة البي. بي. سي البريطانية تقريراً حول التعاون الإيراني مع الولايات المتحدة وبريطانيا في إسقاط حكومة طالبان أفغانستان، وأكد التقرير على عدم مصداقية الخطاب السياسي للثورة الإيرانية، ومع أن معلومات التقرير ليست جديدة - باستثناء بعض التفاصيل- إلا أنه يتزامن مع التحركات الإيرانية الأخيرة فيما يعرف بـ"دوار اللؤلؤة" والماسة بسيادة البحرين والتي أجهضتها قوات درع الجزيرة، ويفرض التقرير على الخليجيين إعادة النظر في مفهوم الاعتماد على الغرب في ردع خطط التهديد والهيمنة الإيرانية.

وقد أشار التقرير إلى اجتماعات جرت في أوروبا بين إيرانيين وأمريكيين مهدت لتعاون ميداني مهم لعملية الغزو الغربي لأفغانستان عام 2001، وأن مسئولا إيرانيا "ضرب على طاولة الاجتماع بقوة" خلال أحد الاجتماعات لحث الأمريكيين على التعاون معهم لإسقاط طالبان، وأن هذا المسئول قدم خريطة عليها قائمة من مواقع طالبان التي يجب أن يركز عليها الأمريكيون كأهداف للقصف، وقال مسئول أمريكي حضر هذا الاجتماع "حملنا معنا الخريطة إلى مركز القيادة واعتمدنا بالفعل هذه الخطة"..!!

ولم يكن التحريض ضد دولة طالبان السنية المسالمة المرة الأولي التي تظهر فيها طائفية وعدوانية طهران، فقد فعلت إيران الثورة ما هو أشد تناقضاً مع مبادئها المعلنة مما سبق ذكره إذ عقدت عام 1984 صفقة لشراء أسلحة من إسرائيل بثلاثمائة مليون دولار دفعة واحدة، والنظام الإيراني يبقى نظاما برجماتيا يسعى لمصالحه الخاصة ولو كلفه ذلك تدمير دول قائمة بالفعل، وهو ما يفسر تصريحات المسئولين الإيرانيين الاستفزازية حتى صاروا يطعنون بسيادة دولة لازالت عضوا في مجلس التعاون الخليجي.

الغرب يخسر وروسيا تقلق:

دفعت أخبار انتصارات طالبان وتقهقر حلف الناتو في أفغانستان إلى تأكيد وكالة الأنباء الروسية "ايتار تاس" على احتمالية خسارة الغرب للرهان في أفغانستان، فقد ذكرت الوكالة ما نصه "إنَّ على روسيا أن تأخذ في الحسبان احتمال خروج منظمة حلف شمال الأطلسي من أفغانستان، مما سيؤدي الى انفجار الاوضاع وبالتالي الاطاحة بالحكومة الافغانية الحالية وعودة طالبان التي ازدادت في الآونة الاخيرة عدداً وعتاداً".

وفي خطوة غير مسبوقة وبعد ممانعة شديدة من الكرملين، وافق الروس على فتح المجال الجوي الروسي لتحليق الطائرات الامريكية المحملة بالإمدادات العسكرية لقواتها في أفغانستان، كما لم تفرض موسكو أية رسوم مادية تذكر مقابل هذا العبور، ما وفر على البنتاغون على حد قول بعض المحللين الغربيين حوالي 133 مليون دولار سنويا.

والسبب وراء هذه الخطوة هو ما جاء في تحذير "روجوزين" للغرب في بيان لوكالة "ايتار تاس" قائلا: "لن ترسل روسيا جندياً واحداً إلى أفغانستان، وإن لم يستطع حلف شمال الاطلسي الاستمرار في المواجهة واضطر إلى الفرار من أفغانستان، فسنواجه نحن مع الدول المجاورة تطورات كارثية وذلك بوجود طالبان وغيرهم من المتطرفين الاسلاميين، الذين سيرون في فرار حلف شمال الاطلسي نصراً ودافعاً قوياً لهم للمضي قدماً في الانتشار في كل الاتجاهات، بما في ذلك في الشمال حتى بلدان آسيا الوسطى والغرب في اتجاه القوقاز".

من هنا رأت روسيا ضرورة وجود مشاورات مباشرة مع واشنطن والغرب حول كيفية هزيمة طالبان، دعم ذلك الاتجاه أمرين أولهما أن قوات الاحتلال الأمريكية وقوات حلف الشمال الأطلسي غير قادرتين لوحدهما التصدي لحركة طالبان وأن أوضاعهما هناك تزداد سوءاً بازدياد قتلاهما، الأمر الثاني: أن روسيا بجيشها العرمرم لن تستطيع وحدها التغلب على حركة طالبان، ولديها مخاوف من هزيمة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في أفغانستان، لأن هذه الهزيمة من شأنها زعزعة الاستقرار في وسط آسيا، وتصدير طالبان والقاعدة المقاتلين لدعم انتفاضة الجمهوريات الإسلامية التي تعتبرها موسكو الفناء الخلفي لروسيا.

وفي حال خروج قوات حلف الناتو والولايات المتحدة الأمريكية من أفغانستان دون أن يحققا أهدافهما المتمثلة بهزيمة طالبان فإن روسيا لن تستطيع إلحاق الهزيمة بطالبان ولن تستطيع تحقيق الاستقرار في أفغانستان، فروسيا لا تملك المال ولا المعدات العسكرية الحديثة، ناهيك عن الذكريات المؤلمة لكثير من الروس في حملتهم العسكرية على أفغانستان في عام 1980 والتي راح جراء حماقتها ما لا يقل عن 15000 جندي سوفييتي.

والمفارقة أن الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت تدعم المجاهدين في حربهم ضد السوفييت هي الآن في نفس المأزق الذي كان به الروس في أفغانستان، فما كافحت أمريكا من أجل تحقيقه، عليها اليوم أن تكافح من أجل تدميره..!!

إن تبعات انتصار طالبان ستكون مرعبة لروسيا، فالمعارك التي يخوضها الكرملين ضد الانفصالين الشيشان ستبدو وكأنها نزهة بالمقارنة مع حركة طالبان، وهو ما جعل ديمتري روجوزين يحذر بالحرف: "إن معنى استسلام وخروج حلف شمال الأطلسي من أفغانستان أن المنطقة ينتظرها كارثة حقيقة"، إن مثل هذه التصريحات تعتبر دليلاً دامغاً على ضعف الروس واهتزازهم وعدم ثقتهم بأنفسهم كقوة عظمى أمام طالبان.

نهاية النفق:

وفيما يبدو أن الولايات المتحدة وصلت إلى نهاية النفق بعد إخفاق المهمة التي حشدت من أجلها عددها وعتادها، وتؤكد ذلك التقارير التي يتم تسريبها عمداً والتي يظهر فيها الضعف والإرهاق العسكري الأمريكي أمام صمود وعناد طالبان في أفغانستان، ولأجل ذلك تلح واشنطن عبر وسطاء قبليين وباكستانيين على زعماء طالبان حضور مباحثات سلام تحفظ ماء وجهها، فيما يعد أوضح مؤشر على السعي الأمريكي لوضع نهاية لخسائر دامية استنزفت الخزينة وتخطت تسعة أعوام عجاف، وأسفرت عن خسارة الكثير من الأرواح في الجنود والأموال دون تحقيق نجاح ميداني على الأرض، وفقا لتصريحات مسئولين في الناتو والإدارة الأمريكية.

وعلى رغم نفي طالبان المتكرر حضور مثل هذه المباحثات المزعومة، إلا أن واشنطن تصر على أنها شملت أعضاء بارزين من الحركة، فيما يشدد المسئولون الأمريكيون على أنها لا تتعدى كونها محادثات أولية، فضلا عن أنهم متشككون فى مدى جدية استجابة طالبان لشروط الانسحاب الأمريكي، ومتخوفون من ضعف حكومة الرئيس الأفغاني، حامد قرضاي.

وبما ان الكرة الآن في مربع حركة طالبان فقد كذبت الحركة في أكثر من مناسبة الأنباء التي تروج لها واشنطن من إجراء مفاوضات مع كوادر في الحركة، وشددت على أن فكرة المباحثات غير قائمة إلا بعد انسحاب قوات الاحتلال الأجنبية من البلاد.

ومع ذلك، كشفت تعليقات مسئولي الإدارة الأمريكية في واشنطن ومسئولي حلف الناتو في بروكسل، أن الولايات المتحدة تعمل جاهدة، بصورة أوسع من تلك التي كشفها المسئولون مسبقا، على تشجيع التوصل مع قادة الحركة إلى اتفاق سلام يضمن انسحاب أمريكي "مُشرف" وآمن من أفغانستان، مما يعكس تنامى شعور الإدارة الأمريكية بالتشاؤم حيال تحقيق المزيد من قوات الاحتلال الأمريكية لمكاسب حاسمة ضد حركة طالبان.

                                                                                                                                                                                                  موقع قاوم

السبت، 20 أغسطس 2011

الوطن المحموم


بلادي يا  بلد الخلود بــــــ                          ـــــــــــك  أضــاء الوجود
وعلي خطي دروبــــــــــــ                         ــــــــــــك سار كل مظلوم
كم لاقيت من الظلـــــــوم                         حتي قال شعبك أن موجود
وانتفض الثائر من القبور                        كــــــــــي يقول لا لن أموت
فوقف الظلم له منــــــوع                         فقال لن أقف أمامك مكتوف  
فحمل السلام الي الجموع                        وقال سلميـــة بكل الحروف
صوبت يد الظالم له السـ                         ــــــــلاح فقال انما انا أخوك
قد تمادي الظالمين بنـــــا                        حتي قالي الوطن أنا محموم

ماذا تمثل ردود فعل المصريين بالنسبة لإسرائيل


بعد قيام الاسرائيلين بإطلاق النار علي الجنود المصريين مما أدي إلي مقتل البعض وجرح أخرين توالت تصريحات السياسيين في مصر وفي الواقع فإن تلك التصريحات من الأهمية بمكان فأنا أعتقد إن لتلك التصريحات أهمية بالغة حيث يمكن للخبراء النفسيين في الموساد أن يقوموا بتحلليلها وذلك لمعرفة  رد الفعل لكل شخص ولكل قوي سياسية ورسم تخيل واضح عن كيفية تصرفه إذا ما وصل وصل إلي سدة الحكم وأصبحت القيادة في يده مما يمكن الخبراء من  وضع الخطة المناسبة للتعامل مع مصر في حالة وصول تيار بعينه الي الحكم  وليس هذا وحسب بل ومعرفة رد فعل الشعب وكيفية تعامله مع الأمر ومدي تأثيره علي الحكومة في أمر هام مثل هذا ومن المعروف أن هذا التأثير سيزداد في حالة وجود حكومة منتخبة.
وفي الواقع فإن كان هذا أحد الأسباب لهذا العدوان فقد اختارت إسرائيل وقتا مناسبا لهذه العملية وذلك بسبب الفوران في الساحة المصرية وانشغال الجيش بحكم البلاد ووقوع الحكومة بين فكي الإنفلات الأمني والأزمة الإقتصادية مما ينفي إحتمال تصعيد مصر للأمر عسكريا.
أما بالنسبة لتأثير هذ علي إمكانية طلب الجانب المصري لتعديل إتفاقية كامب ديفيد, فإنه لايمكن تعديل أحد بنودها إلا بموافقة الطرفيين وطبعا ستعترض اسرائيل علي الكثير من مطالب مصر وفي هذه الحالة فسيكون الحل هو الإلتجاء الي التحكيم الدولي ولا يمكن أن ننسي أن للوبي الصهيوني نفوذ كبير في جميع المحافل الدولية كما أن نفوذه في أمريكا سيؤدي الي عرقلة هذا الامر ودخول مصر  في دوامة تنازلات أخري والوضع بالنسبة لمصر شائك فلا يمكن ان ننسي أن معظم التعاملات في البورصة من الأجانب والذين لهم بطبيعة الحال علاقات مع اليهود كما ان إقتصاد مصر يعتمد بشكل كبير علي السياحة المتضررة في الوقت الحالي بسبب الإنفلات الأمني إلا انه يعتبر أحد سبل التأثير الأجنبي علي مصر فيكفي ان يخرج الاتحاد الاوروبي او مسئول في اي دولة ويقول أن مصر ليست امنة ومن المتوقع حدوث عمليات إرهابية فيها او حتي التخطيط لعملية إرهابية علي ارض الواقع إن لزم الامر فيكفي هذا الي توقف السياح عن المجئ وتوجيه ضربة قاسية الي الاقتصاد المصري ,كما لا يمكننا ان ننسي ملف المياه ومشكلة بناء السد مع اثيوبيا وجميعا نعلم حجم استثمار اسرائيل هناك مما يتيح لها التاثير علي إتخاذ القرار هناك وإدخال مصر في مشاكل وربما حرب مع أثيوبيا إذا لزم الامر,لذا أنا أعتقد ان تعديل بنود الإتفاقية شئ صعب جدا لا أقول أنه مستحيل ولكن سنكون حمقي إذا ظننا ان اسرائيل ستسلم بسهولة.

لذا انا أعتقد ان الخبراء الإسرائيليين يعكفون الان علي دراسة رد فعل المصريين  وكيفية تفكير كل فصيل في الملف الإسرائيلي وضع الخطط في كيفية التعامل معه  , ومدي عداء كل فصيل وهل هناك من عنده الإندفاع في تصريحاته بشأن الملف الإسرائيلي وإمكانية إستغلال هذا في وضعه في مأزق سياسي إذا لزم الأمر.
وأنا اعتقد ان الفترة القادمة قد تشهد مرحلة من محاولة استرضاء الجانب المصري وذلك بعد ان حققت اسرائيل ما تريده وذلك لعدم تصعيد الموقف.

لماذا العدوان


أكدت النيابة العامة في العريش ان المقذوفات التي أستخدمت في العدوان علي الجنود المصريين من النوع الذي ينفجر في الجسم مما يعني ان العملية مقصودة فلماذا هذا العدوان الأثم.
في الحقيقة الامر محير فإن المتتبع للأخبار فمن المؤكد أنه لاحظ أن تصريحات المسؤلين الإسرائيليين قد تصاعدت بشأنن سيناء وعدم قدرة مصر علي حمايتها وتأمين الحدود من ناحيتها وتأييد وزيرة الخارجية الأمريكية لهذه التصريحات وترديدها لها مما قد يعني للبعض أن تلك التصريحات مقدمة للإحتلال سيناء او علي الاقل أجزاء منها بحجة حماية الحدود فيما نفاه البعض معللا ذلك بان إسرائيل لن تجازف بعداء مباشر مع أكثر 80 مليون ثائر وهذا ليس من باب التشدق بالكلام فمن المعلوم أن للثائر من الحماس والرغبة في التضحية ما لا يوجد للإنسن العادي كما إننا لا يمكننا  نسيان غزة التي لم تستطع اسرائيل كلها وبترسانتها الحربية الامريكية ان تحقق اهداف حربها العدوانية  عليها والمسماه بالرصاص المصبوب وان تحقق الاهداف المعلنة لها وعلي الرغم ان سيناء لا تحتوي علي جنود مصريين بشكل يسمح بحمايتها الا ان قطاع غزة يمثل شوكة في ظهر اسرائيل يجب ان توليها ظهرها كي تدخل سيناء وهذا سيُعد خطأ استراتيجي قاتل كما ان امريكا التي تدعم اسرائيل قد لا تستطيع دعم اسرائيل أو علي الاقل سيؤثر هذا سلبا وبشكل كبير علي اقتصادها المتعثر اساسا إذا ماقررت مساعدتها كما ان اسرائيل والتي سيكون دخولها سريع وسهل ستعرض نفسها الي حرب أكبر وأخطر ألا وهي الحرب الغير نظامية بينها وبين الشعب المصري وتلك الحرب لا تستطيع إسرائيل ولا حتي أمريكا الصمود بها ومثال ذلك حرب اسرائيل مع حزب الله وأمريكا في افغانستان والعراق.
أما الرأي الاخر فهو مؤامرة مدبرة  وذلك لصرف نظر الثائرين في إسرائيل عن أهدافهم الاقتصادية والاجتماعية والتي اعلنت الحكومة الاسرائيلية صعوبة تحقيقها وفي الحقيقة فإن تلك الاحتجاجات كلفت اسرائيل الكثير وأظهرت عوار المجتمع اليهودي وعدم مثاليته المزعومة أمام الغرب  كما أنه من المعروف ان المجتمع الاسرائييلي منقسم إجتماعيا علي نفسه وقد ظهر هذا في تلك الاحتجاجات وهو شئ مضر جدا بالنسبة لإسرائيل المحاطة بالأعداء من كل مكان لذا كان لزاما ان يتم مثل هذا العدوان كي يشعر الاسرائيلين بالخطر فيجتمعوا ظاهرا.
أما الرأي الثالث فهو أن هذا نوع من العدوان الذي يهدف الي تحويله إلي تصعيد سياسي وذلك لمعرفة اسرائيل بعدم رغبة الجيش والشعب المصري للدخول في حرب مع إسرائيل وذلك للضغط علي المجلس العسكري لتطبيق أمور معينة أمور معينة كوضع الوثيقة الحاكمة للدستور والتي تؤيد مدنية الدولة وهو أمر تؤيده أمريكا وإسرائيل أو وضع عراقيل أمام التيارات الإسلامية والمعروفة بعدائها لإسرائيل خاصة أنه من المتوقع أن تتجه مصر إلي امريكا لحل المشكلة وبالتالي سيكون علي الحكومة المصرية ان تقدم تنازلات لأمريكا لتوافق علي وساطتها كما يرجح البعض أن هذه العملية لجس نبض مصر ومعرفة الكيفية التي سيكون بها تعامل المصريين شعبا وحكومة ضد إسرائيل.
    وأيا كان السبب وراء هذا العدوان الغاشم فعلينا نحن  كمصريين أن نتفق علي عدة نقاط منها:
  1. اليهود ليس لهم عهد وسينقضون الإتفاقية إذا كان هذا في صالحهم.
  2. يجب علينا أن نهتم ببناء إقتصاد البلد وضمان إستقلال موارد البلد عن الغرب.
  3. أن نحسن القدرات العسكريية المصرية لضمان تفوقها علي نظيرتها الإسرائيلية.
  4. علي القوي السياسية التوحد في مواجهة هذا اللقوي الخارجية التي تريد تدمير البلد والقضاء علي ثورته.
  5. علي الشعب ان يبدأ في تغيير نفسه وتصحيح مفاهيمه بما يتماشي مع العصر كما عليه الإلتزام بالأخلاقيات التي هي جزء لا يتجزأمن أسباب تطور أي مجتمع.

الجمعة، 19 أغسطس 2011

مصر واسرائيل صراع مستمر


لقد كان يوم18أغسطس سيئا في اسرائيل وبالتحديد في ايلات حيث تم إطلاق النار علي حافلات مما أدي إلي قتل 17 شخص من بينهم 8 إسرائيليين وكالعادة كان رد اسرائيل فوريا ووحشيا أيضا حيث قامت بقصف قطاع غزة مما ادي إلي مقتل  العديد .
والبطع جاء هذا الخبر كالثلج بالنسبة لنيتانياهو الذي يعاني من نار الإحتجاجات بسبب الغلاء مما سبب تعليقها إلي إنتهاء الأحداث
وفي اطار عادة اسرائيل التي تتميز بالعدوان واعتيادها علي قتل الجنود المصريين دون حصول مجرد احتجاج من الجانب المصري وربما تكون قد اصابها الزهيمر فنست او لعلها تناست حدوث ثورة في مصر أو لعلها تناست لأغراض معينة تريد بها التصعيد تسببت اسرائيل في مقتل جنديين مصريين وإصابة ثالث  وزعمت إذاعة الجيش الاسرائيلي ان ها حدث عن طريق الخطأ أثناء ملاحقة الجيش لعناصر إرهابية أثناء تسللها عبر الحدود من سيناء وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى العميد يوئيف موردخاى، إن القوات الإسرائيلية التى انتشرت على الحدود المصرية لم تستهدف قوات لأمن المصرية عن عمد، موضحاً أن قوات الأمن المصرية غير متورطة بالمرة فى الاعتداءات التى وقعت على مدينة إيلات الإسرائيلية، التى قتل فيها 8 إسرائيليين، بينهم ضابط وجندى بالجيش الإسرائيلى، بالإضافة إلى سقوط ما يقرب من 30 جريحاً حتى الآن.
كما اكد قائد الجيش ان القوات المصرية تشارك القوات الاسرائيلية في تمشيط الحدود وهذا امر غريب بعد حدوث خسائر مصرية بسببهم وعلي الجيش المصري ان يقدم تبريرا معقولا لهذا أمام الشعب المصري.
أما عن اليوم19أغسطس فقد اعلن عن عقد مجلس الوزراء لإجتماع طارئ ليناقش فيه الأوضاع ومن المتوقع أن يتم اصدار احتجاج شديد اللهجة علي ماحدث وأيا كان ماسيحدث فإن الايام القادمة ستحمل الكثير ولكن علينا الإستعداد

صوت الفساد


إسرائيل يا بلد العدوان
عليك غضب الله
تقتلي الشيوخ والاطفال
وتقولي أن العرب اشرار
كم لكي من الأعداء
علا شأنك فوق الناس
علا كما قال القرأن
وسيأتي يومك كما أراد الجبار
فسحقا لمن كان القتل له عنوان
والسفك له متاع
عليك لعنة الله
تفسدين في الارض كما تفسد النار
وليت لكي نصف فوائد النار
اسرائيل يا بلد الفساد
فليقضي عليك الأحرار
يقضون عليك بإذن القهار

شهداء الحدود


علي الحدود بيننا وبين السرطان
قتل جنود أحرار
قولوا لي لماذا قتل الأبطال
هل كانت عملية عدوان
أم كانت مؤامرة نكراء
هل كانت لجمع شمل شعب السرطان
بعد ان تظاهر ضد الوزراء
أم كان عدوانا علي الثوار
هل أراد السرطان أن يدمر ثورة الأحرار
قولوا لي ماذا أراد
هل باع العسكر الثوار
وتأمر ليظل ممسكا بكل السلطات
قولوا لي ماذا أراد
الضباب يحيط بكل مكان
والشعب أكيد محتار
لا يعلم ماذا حدث كي يموت الشهداء
قولوا لي ماذا أراد
إذا كان عدوان فهلم نعلن الجهاد
علي عدو لا نأمن له مقام
أما إذا كانت تأمرا علي الثوار
تشارك فيه العسكر والسرطان
فهلم إلي الميدان
كي نكمل ثورتنا الغراء
ونعل هناك الاعتصام
حتي يعود للشعب كل الأمال
قولوا لي فأنا فعلا محتار
ولكني علي كل حال قد أعدت العدة والعدات
فهل أنت مثلي علي أتم الاستعداد

الثلاثاء، 16 أغسطس 2011

تركستان .....جرح ينزف في جسد عليل

تركستان الشرقية دولة مسلمة تئن من ويلات الاحتلال الصيني الشيوعي الذي لا يرقب في أهلنا هناك إلاً ولا ذمة، متبعًا معهم شتى أنواع السياسات القمعية، من قتل وتعذيب، إلى تهجير وتشريد، بهدف محو الهوية الإسلامية عنها، أو تهجيرهم ليحل محلهم الصينيون.

الكثير منا لا يكاد يعرف دولة تركستان الشرقية، وهي كغيرها من الدول الإسلامية المختوم اسمها بـ"ستان" لا نعرف منها سوى شقها الثاني ولولا الأحداث الأخيرة في أفغانـ... ـستان وباكستان، لجهلنا ذلك أيضا.

وكلمة تركستان مكونة من شقين الأول "ترك" والثاني "ستان" وهي تعني أرض الترك وهي دولتان، الأولى تركستان الشرقية، والثانية تركستان الغربية، أما تركستان الشرقية فهي الأرض الواقعة تحت الاحتلال الصيني، وقد أطلق عليها الصينيون اسم "سكيانج" أي "المقاطعة الجديدة"، وهي ما تعرف الآن بمقاطعة "شنجانغ" الصينية، ويسمى سكانها الأصليين بـ"الإيجور".

وتقع تركستان الشرقية وسط أسيا، وتحدها من الشمال الشرقي منغوليا، والصين من الشرق، ومن الشمال والغرب كازخستان وقيرغيزستان وطاجكستان، ومن الجنوب التبت وكشمير والهند وباكستان.

عرفت تركستان الإسلام منذ عهد معاوية رضي الله عنه، وتمكن القائد المسلم قتيبة بن مسلم الباهلي من إتمام فتحها سنة 96هـ، ونظرا لتوسط تركستان القارة الأسيوية فقد تحولت إلى مركز رئيسي لنشر الإسلام في كافة ربوع أسيا.

وتركستان الشرقية تحظى بمساحة كبيرة جدا بحيث تشكل وحدها خمس مساحة الصين، وتبلغ مساحتها ثلاثة أضعاف فرنسا أكبر الدول الأوربية مساحة، وتزيد عن مساحة المجر بسبعة عشر ضعفًا، وهي في المرتبة التاسعة عشر من حيث المساحة بين دول العالم، حيث تبلغ مساحتها 1.828.417 كيلومتر مربع، ويبلغ عدد سكانها حوالي 25 مليون نسمة، غالبيتهم من المسلمين، واللغة الأيغورية هي اللغة التي يتحدث بها غالبية الشعب التركستاني.

وقد ظلت تركستان موطنا للأتراك المسلمين في ظل الحكم الإسلامي حتى سقطت في يد الاحتلال الصيني عام 1760م،ولأن الكفر ملة واحدة كانت كلما تحررت احتلها الصينيون مرة ثانية بمعاونة القوات الروسية، حيث اتفقت السياستين، الصينية والروسية، على القضاء على هذه الدولة المسلمة.

وتعرضت تركستان الشرقية لأربع غزوات صينية منذ عام (1277هـ = 1860م)؛ مرتين في عهد أسرة المانشو، ومرة في عهد الصين الوطنية، ومرة في عهد الصين الشيوعية.

ومنذ الاحتلال حتى الآن قامت العديد من الثورات التي راح ضحيتها مئات الألوف من المسلمين الأبرياء، عبر المذابح وحملات الإبادة الجماعية التي انتهجها الاحتلال الصيني مع مسلمي تركستان.

وقد عمل النظام الشيوعي الصيني على طمس معالم دولة تركستان الشرقية بوسائل عديدة من هذه الوسائل:

* تهجير الملايين من الصينيين البوذيين من كافة أرجاء الصين، وتوطينهم في تركستان بهدف التغيير الديمغرافي لشكل الدولة، بحيث تتحول الأغلبية التركستانية إلى أقلية بعد عدة سنوات.

وقد زادت نسبة المهجرين حسب بعض التقديرات عن 10 ملايين صيني، وأكدت كثير من الدراسات أن نسبة الإيجور إلى الصينيين قد تبدلت في كثير من المدن التركستانية من 9 إيجور وصيني واحد، إلى 9 صينيين وإيجوري واحد.

* تقوم الحكومة الصينية بدعم كامل للصينيين المهجرين، فتوفر لهم المسكن والعمل، وكذلك تمنحهم الأراضي التي يتم مصادرتها من أصحاب البلاد الأصليين من مسلمي تركستان، حتى تحول المسلمون هناك من تجار وأصحاب أراضي إلى متسولين وباعة جائلين.

* يمارس النظام الصيني سياسة التمييز العنصري بشكل ملاحظ، فغالب العاملين في حقول النفط والمشروعات الصناعية الكبرى من الصينيين، أما الإيجور أو المسلمون عموما فيعملون بالفلاحة ويعيش معظمهم تحت خط الفقر.

* ومن الجرائم الأخلاقية التي تقوم بها الحكومة الصينية العمل على ترويج تجارة الخمور والمخدرات بين مسلمي الإيجور، فتوزع عليهم الخمور مجانا، وقد لقى أكثر من 200 شاب مسلم مصرعه بسبب القمع الصيني، عندما حاولوا توعية الشباب بخطر الكحول على الصحة، وفي مقاطعة كانسو التي يسميها الصينيون (مكة الصغرى) لكثرة مساجدها ومدارسها الإسلامية، تكثر فيها تجارة الهيروين، وتروج بين الأهالي، حتى أن السلطات الصينية تعمل على دسها في الأطعمة والمشروبات التي تقدم في المطاعم.

* وقد نتج عن كثرة الترويج للمخدرات والخمور ارتفاع نسبة المصابين بالإيدز في تركستان الشرقية، حتى عُدت من أعلى المقاطعات الصينية إصابة بمرض الإيدز.

* كما شجعت الحكومة الصينية الكثير من الممارسات اللاأخلاقية، فقامت بعمل العديد من المعسكرات المختلطة بين الشباب والفتيات من أبناء المسلمين بهدف إشاعة الفاحشة والرذيلة وهدم القيم الدينية والأخلاقية بينهم.

* إضافة لما سبق فقد عمدت الحكومة الصينية إلى التضييق على المسلمين في عباداتهم، فبعد زيارة رئيس الحزب الشيوعي الصيني "جانغ زيمين" لتركستان الشرقية عام 1998م أعطى أوامره للمسئولين بحظر النشاطات الدينية، وعلى الفور قامت السلطات الشيوعية بإنشاء عدة مراكز لفرض مزيدا من الوصاية والرقابة على المساجد، وكذلك قامت السلطات باعتقال الكثير من الإيجور بتهمة "العمل الديني المحظور"، وفرض غرامات مالية بهدف منعهم من الذهاب إلى المساجد.

* وقامت السلطات الشيوعية بمنعهم من رفع الأذان في المساجد، وكذلك قامت بإقرار الزواج المختلط بين المسلمين والبوذيين، حيث أجبرت المسلمات على الزواج من الصينيين، وفرض التدريس باللغة الصينية لكافة المواد الدراسية، وصاغت التاريخ وزورت فيه بشكل يخدم الحضارة الصينية.

* وكذلك قامت بمنع المسلمين من إطالة اللحى، والسيدات من ارتداء النقاب، ومنع المسئولين المحليين والطلبة والمدرسين من صوم شهر رمضان، وإجبار المسلمين على فتح المطاعم في نهار رمضان.

* كذلك منعت الشباب دون العشرين سنة من الدخول إلى المساجد لأداء الصلوات، ووضعت السلطات الصينية جنودا على أبواب المساجد(يوم الجمعة)لرؤية البطاقة الشخصية، لمنع من لم يبلغ عشرين عاما من دخول المسجد.

* وكذلك تقوم بمنع العلماء من زيارة تلك البلاد ولكن العجيب في الأمر هو تنامي النشاط الدعوي لنشر التشيع بين المسلمين التركستانيين، في ظل هذا النظام دون تعرض لهم،وكذلك تسمح الحكومة الصينية للمئات من الطلاب الصينيين والتركستانيين بالدراسة في إيران.

* كما قامت الحكومة الصينية بتحويل الأراضي التركستانية إلى معمل كبير لتجري فيه تجاربها النووية، مما أدى إلى تفاقم الكثير من المشكلات الصحية والبيئية في البلاد، وقد أدى ارتفاع مستوى الإشعاع الذري إلى تزايد انتشار مرض السرطان، وكذلك ارتفاع حالات الإجهاض بين النساء، وتشوه المواليد، وإصابة كثير من الأطفال باضطرابات في النظام العصبي وقصور في القلب، كما أدي إلى ارتفاع كبير في نسبة الوفيات .

* كذلك قامت بنهب ثرواتها الطبيعة من بترول ومعادن، حيث يوجد بها احتياطيات ضخمة من البترول والمعادن والغاز الطبيعي، كذلك هي غنية بالذهب، ويوجد بها أجود أنواع اليورانيوم في العالم، وبأرضها معظم المعادن، لذا فإن اقتصاد الصين متوقف على وجود تركستان تحت حكمها.

* يقول الكاتب “محمد إركن البتكن” في مقالة له بعنوان “اضطهاد المسلمين التركمان في تركستان الشرقية”.. لقد ألغى الشيوعيون الكتابة العربية التي كان المسلمون يستخدمونها لمدة ألف سنة ماضية، وأتلفوا 730ألف كتاب باللغة العربية بما في ذلك نسخ من القرآن الكريم، وذلك تحت شعار محاربة “مخلفات الماضي”.. وصادروا ممتلكات الوقف لقطع موارد الأنشطة الدينية تحت شعار “الإصلاح الزراعي” وأغلقوا كل المدارس الملحقة بالمساجد وكانت هذه عادة المسلمين في بناء المدارس وإجبارهم على تعلم مبادئ ماركس ولينين وماو، وأغلقوا 29ألف مسجد في جميع أنحاء تركستان الشرقية وتحويلها إلى ثكنات عسكرية وإسطبلات ومجازر، وقبضوا على 54ألف إمام وتم تعذيبهم وتشغيلهم بالسخرة في تنظيف المجاري والعناية بأمر الخنازير…

وبعد...فإن جرائم النظام الصيني الشيوعي في تركستان الشرقية قد فاق بكثير جرائم النظام الصهيوني في فلسطين، وإن كانت الوسائل واحدة والهدف واحد، غير أن سياسات التعتيم التي تنتهجها الصين همشت من هذه القضية وأبعدتها عن سمع وبصر العالم، وكذلك المسلمين في كافة أرجاء الأرض.

وساهم في هذا الصمت الإعلامي العالمي والعربي، وغفلة المسلمين عن قضايا إخوانهم هناك، فهل بعد هذا العرض لازلنا فخورين ومبهورين بالنظام الاقتصادي الصيني، ذلك النظام الذي قام على السرقة والنهب والسلب لثروات ذلك الشعب وعلى سياسة السخرة والتمييز العنصري الذي انتهجها ضد أبناء الشعب التركستاني المسلم.

وأخيرا نقول إنه رغم كل هذا القمع فلازال الشعب التركستاني يحتفظ بهويته، ولازال قلبه ينبض بكلمة التوحيد، بل إن حرصهم على الإسلام يزداد يوما بعد يوم، لكن على الحكومات الإسلامية القيام بدورها لمساندة إخوانهم الإيجور ذلك الشعب المسلم الذي يعاني من ويلات الاحتلال ومحالات محو الهوية، وعلى جميع المنظمات الدينية والحقوقية السعي لتدويل تلك القضية وتعريف العالم بمعاناة ذلك الشعب.

المصدر: مركز التأصيل للدراسات والبحوث