السبت، 6 أغسطس 2011

الثورة وتوابعها


الثورة وتوابعها
قامت ثورة الخامس من عشرون من يناير لتفتح افاق جديدة لمستقبل افضل للمصريين ولكن كل ما قامت به الثورة انها تخلصت من الرموز الكبري للفساد ولم تستطع ان تتخلص من جذور الفساد المتعمقة في النظام وهذا كلام لايختلف عليه اثنين ولكن البعض يظن انه لو تم التخلص من تلك الجذور في النظام فقد انتهت الثورة ولكني اعتذر لكم انتم مخطئون للغاية.
في الواقع لقد قمنا بالثورة التي هزت العالم ولكن يجب ان نعد للتوابع وعلي عكس التوابع الطبيعية للزلزال فان هذه التوابع يجب ان تكون شديدة القوة وهي في الواقع أشد صعوبة ولكن لها من الاثار ما لا يمكن ان نتخيله  نحن في حاجة للاعداد لاربع توابع لايمكن التخلي عن واحد منها ألا وهي الدين واللغةوالثقافة وعلوم الحضارة .

التابع الاول للزلزال وهو الدين وفي الواقع هوأهم شئ في الامرولا اقصد بالدين هنا حفظ القران والاحاديث والفقه وحسب بل يجب ان يمتد هذا إلي التطبيق العملي وهذا هو المهم  فالله تعالي قال في كتابه (قد كان لكم في رسول الله قدوة حسنة)  وأهم  ما نقتدي برسول الله صلي الله عليه وسلم فيه هو حديث السيدة عائشة عندما سُألت عن خلق الرسول قالت كان خلقه القران أو كان قران يمشي علي الارض ولقد قال الرسول صلي الله عليه وسلم الدين المعاملة وهو يعني بهذا ان الدين هو كيف تتعامل مع الله ورسوله صلي الله عليه وسلم وكيف تتعامل مع المسلمين   غير المسلمين كيف تتعامل مع الاقارب والجيران والاطفال والكبار بل لقد علمنا الرسول صلي الله عليه وسلم احترام حقوق الحيوان قبل ان يعرف الغرب النور بقرون ألم يخبرنا الرسول  الذي أرسل  لنا لكي يدخلنا الجنة ان إمرأة بغي  دخلت الجنة في كلب وأن رجل دخل النار في قطة ألم ينهي الرسول صحابي عندما قال لكلب نبح عليه اسكت ياكلب فقال له رسول الله لقد سببته فقال الصحابي وكيف ذلك يارسول الله قال إنما قلت له يا كلب قاصدا الاساء لا التسمية  هذا هو الدين يا سادة هذا هو ما علا به الصحابة وحكم به المسلمون لقرون وعندما تركوه فقدوا كل شئ لأنه كان أول شئ ألم يقل الشاعر:
إنما الامم الأخلاق مابقيت        فإذا ذهبت اخلاقهم هم ذهبوا


أما التابع الثاني فهو اللغة وقد  يستغرب  البعض ما أهمية اللغة في النهضة في الحقيقة العلاقة وثيقة أكثر مما يتخيل البعض ألا تلاحظ تدني الالفاظ في وسط الشباب الا تلاحظ انها اصبحت رئجة لدرجة أنه اصبح من المعتاد  ان  تسـمع الفتيات  السباب  في  الشوارع والمواصلات  بل تعدي الامر هذا فأصبحت الفتيات يتلفظن بها مما يكشف العلاقة بين الاخلاق واللغة ليس هذا وحسب ,فمن المعروف أن مستوي تقدم أي مجتمع يقاس علي عدة معايير منها الاهتمام بالادب والفكر ,بالله عليك قل لي كم من المصريين إذا أمسك بكتاب يستطيع أن يفهم كل ما فيه من أول قراءة او الثانية أو حتي العاشرة هل سيفهم ويدرك الاستعارات وغيرها بل إني لا أكون مبالغا إذا قلت انه سيعاني معاناة حقيقية أمام بعض الكلمات بل والكثير منها إذا إنتقل إلي الشعر الجاهلي والعباسي والاموي علي سبيل المثال هل ادركت الان ما هي أهمية اللغة وفي الواقع سيكون للغة أهمية أخري سنتكلم عنها فيما بعد.
أما التابع الثالث فهو الثقافة المتجذرة في المجتمع تلك الثقافة التي لايستطيع المجتمع ان ينفك عنها وإلا هوي في ظلمات ليس بعدها ظلمات وليس أدل علي هذا من الغرب الذي كان يعيش في ظلمات القرون الوسطي وكان أحد تلك الاسباب هو أنعدام الثقافة عندهم ولقد دأب أعداؤنا علي مهاجمة ثقافتنا ومحاولة إنتزاعنا منها لاسيما الاسلامية وإلا كيف تفسر لي كيف ان معظم التاريخ الذي يدرس في المدارس يتحدث عن الفراعنة ولست أهاجم الفراعنة, فقد كان لهم إنجازات كثيرة ولكن ما أعنيه هو كيف يكون معظم دراستنا لتاريخ مر عليه الاف السنين ولا ندرس تفاصيل ما حدث لنا خلال القرون الثلاثة الأخير دراسة تفصيلية لنعرف كيف وصل بنا الحال لهذا الأمر كيف وصل إقتصادنا لهذا الوضع الأليم بعد ان كان الجنيه المصري اقوي من عملت بريطانيا العظمي كيف فرض علينا ألا نزرع القمح منذ عهد الخديو اسماعيل الذي كان أول من إقترض لمصر قروضا وصلت فائدتها الي 60و70% من منا يعرف تفاصيل المعاهدات اللتي نعاني منها حتي الأن قليلون أليس كذلك.


أما الزلزال الرابع والاخير والذي يدعم سابقيه هو علو الحضارة من طب وهندسة وصيدلة وفلك وصولا الي الحرف اليدوية , إن علوم الحضارة هي جدران المنزل الذي يحمي أهله من البرد ومن الشمس دونها لايستطيعون الحياة في ظل تطور الصناعات والعلوم وأصبح تطور الامم يقاس بمدي إنفاقها علي الأبحاث والعلوم علينا أن نبني المدارس والجامعات ومراكز الابحاث المتطورة  وأن ننافس الأخرين ولكن الأهم من ذلك هو ربط ما تلك الابحاث بالواقع فمصر لديها من الابحاث الكثير ولكن تلك الابحاث لا تجد  الطريق الي سوق العمل ولم تري النور علينا ان نرسل الباحثين الي الغرب لنتعلم منه ولكن علينا ان نتعاهد هؤلاء أثناء  ذلك ونمدهم بكل ما يحتاجونه معنويا وأدبيا وماديا حتي يكونوا نواة لتطورنا كما علينا ان نشجع  المصريين  والعرب  والمسلمين بالخارج ليأتوا الي وطنهم مصر ويساعدوننا في بنائها, وهناك شئ لا يجب ان نغفل عنه وهو الترجمة علينا أن نقوم بترجمة العلوم من اللغات الاجنبية الي اللغة العربية ترجمة دقيقة علمية كي يسهل علي الدارسين أن يستزيدوا من العلوم دون عناء الترجمة وهنا يأتي الدور الثاني للغة بعد الدور الاول والذي ذكرته سابقا.

وفي الختام احب ان اذكر نفسي أن النجاح صعب ولابد من العناء للوصول إليه فلاتنتظر في بيتك حت يأتي إليك الفرج وتذكر ان التوكل هو ان تعمل وأنت تعلم ان الله بيده مقاليد كل شئ اما ان تجلس في بيتك وتقول توكلت علي الله فهذا هو عين التواكل.
                            للاستزادة يرجي قراءة رسالة في الطريق
                              الي ثقافتنا للدكتور محمود محمد شاكر                                                                            

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق