بعد قيام الاسرائيلين بإطلاق النار علي الجنود المصريين مما أدي إلي مقتل البعض وجرح أخرين توالت تصريحات السياسيين في مصر وفي الواقع فإن تلك التصريحات من الأهمية بمكان فأنا أعتقد إن لتلك التصريحات أهمية بالغة حيث يمكن للخبراء النفسيين في الموساد أن يقوموا بتحلليلها وذلك لمعرفة رد الفعل لكل شخص ولكل قوي سياسية ورسم تخيل واضح عن كيفية تصرفه إذا ما وصل وصل إلي سدة الحكم وأصبحت القيادة في يده مما يمكن الخبراء من وضع الخطة المناسبة للتعامل مع مصر في حالة وصول تيار بعينه الي الحكم وليس هذا وحسب بل ومعرفة رد فعل الشعب وكيفية تعامله مع الأمر ومدي تأثيره علي الحكومة في أمر هام مثل هذا ومن المعروف أن هذا التأثير سيزداد في حالة وجود حكومة منتخبة.
وفي الواقع فإن كان هذا أحد الأسباب لهذا العدوان فقد اختارت إسرائيل وقتا مناسبا لهذه العملية وذلك بسبب الفوران في الساحة المصرية وانشغال الجيش بحكم البلاد ووقوع الحكومة بين فكي الإنفلات الأمني والأزمة الإقتصادية مما ينفي إحتمال تصعيد مصر للأمر عسكريا.
أما بالنسبة لتأثير هذ علي إمكانية طلب الجانب المصري لتعديل إتفاقية كامب ديفيد, فإنه لايمكن تعديل أحد بنودها إلا بموافقة الطرفيين وطبعا ستعترض اسرائيل علي الكثير من مطالب مصر وفي هذه الحالة فسيكون الحل هو الإلتجاء الي التحكيم الدولي ولا يمكن أن ننسي أن للوبي الصهيوني نفوذ كبير في جميع المحافل الدولية كما أن نفوذه في أمريكا سيؤدي الي عرقلة هذا الامر ودخول مصر في دوامة تنازلات أخري والوضع بالنسبة لمصر شائك فلا يمكن ان ننسي أن معظم التعاملات في البورصة من الأجانب والذين لهم بطبيعة الحال علاقات مع اليهود كما ان إقتصاد مصر يعتمد بشكل كبير علي السياحة المتضررة في الوقت الحالي بسبب الإنفلات الأمني إلا انه يعتبر أحد سبل التأثير الأجنبي علي مصر فيكفي ان يخرج الاتحاد الاوروبي او مسئول في اي دولة ويقول أن مصر ليست امنة ومن المتوقع حدوث عمليات إرهابية فيها او حتي التخطيط لعملية إرهابية علي ارض الواقع إن لزم الامر فيكفي هذا الي توقف السياح عن المجئ وتوجيه ضربة قاسية الي الاقتصاد المصري ,كما لا يمكننا ان ننسي ملف المياه ومشكلة بناء السد مع اثيوبيا وجميعا نعلم حجم استثمار اسرائيل هناك مما يتيح لها التاثير علي إتخاذ القرار هناك وإدخال مصر في مشاكل وربما حرب مع أثيوبيا إذا لزم الامر,لذا أنا أعتقد ان تعديل بنود الإتفاقية شئ صعب جدا لا أقول أنه مستحيل ولكن سنكون حمقي إذا ظننا ان اسرائيل ستسلم بسهولة.
لذا انا أعتقد ان الخبراء الإسرائيليين يعكفون الان علي دراسة رد فعل المصريين وكيفية تفكير كل فصيل في الملف الإسرائيلي وضع الخطط في كيفية التعامل معه , ومدي عداء كل فصيل وهل هناك من عنده الإندفاع في تصريحاته بشأن الملف الإسرائيلي وإمكانية إستغلال هذا في وضعه في مأزق سياسي إذا لزم الأمر.
وأنا اعتقد ان الفترة القادمة قد تشهد مرحلة من محاولة استرضاء الجانب المصري وذلك بعد ان حققت اسرائيل ما تريده وذلك لعدم تصعيد الموقف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق